يقدّم البيان الأخير لحركة الشباب، الصادر رداً على الاتهامات التي تفيد بأن الجالية الصومالية في مينيسوتا تقدّم دعماً مالياً للحركة، خطاباً يختلف في نبرته ونطاقه عن البيانات العملياتية التقليدية للحركة. إذ يتناول قضايا سياسية واجتماعية تتعلق بالشتات الصومالي، ويثير أسئلة حول مقاصده، وأدواته السردية، وما إذا كان يعكس قدراً من المرونة في استراتيجية الحركة الإعلامية.
يرتكز البيان على الدفاع عن الجالية الصومالية في مينيسوتا، ووضع الجدل القائم في سياق تاريخي يتعلق بالعلاقات الصومالية–الأميركية، والدعوة إلى رفض ما تصفه الحركة بالتمييز أو الاستهداف. إن التطرق إلى قضايا تخص الشتات الصومالي يشير إلى محاولة للوصول إلى جمهور أوسع يتجاوز نطاق التركيز التقليدي للحركة على الداخل الصومالي.
ومن منظور تحليل الخطاب، تحمل صياغة البيان مؤشرات على تعديلٍ في الأسلوب. إذ تستخدم الحركة مصطلحات مثل “العلماء” و”المثقفين” و”الشعب الصومالي”، بما يوحي بالرغبة في مخاطبة فئات متعددة. كما يتبنى البيان مفردات تتعلق بالحقوق والتمييز والهوية الجمعية، وهي لغة أقرب للنقاشات السياسية منها إلى خطاب جماعة مسلحة. ويبدو أن الحركة تسعى إلى تقديم نفسها كجهة تقيّم التطورات الخارجية، عبر ربط ما جرى في مينيسوتا بسياق سياسي أوسع.
إلا أن هذه المؤشرات لا تدل بالضرورة على تحول استراتيجي. فلا توجد دلائل موازية على تغيير في التوجّه السياسي أو الأهداف العامة للحركة. ومن الممكن أن يعكس البيان استجابة ظرفية مرتبطة بالاهتمام الواسع بالقضية في مينيسوتا، أكثر مما يعكس تحولاً مستداماً في نظرة الحركة.

