إثيوبيا (بوابة إفريقيا) 5 ديسمبر 2025 – دعت مؤسسة “صندوق إعمار تيغراي” (EFFORT)، التي تمثل مجموعة الشركات المنتمية إلى الإقليم المتضرر من الحرب، الحكومة الفيدرالية الإثيوبية إلى التراجع عن التوجيه الواسع الذي قضى بتجميد الحسابات البنكية لجميع الشركات التابعة لها.
وحذّرت المؤسسة من أن هذا الإجراء يهدد بتقويض جهود إعادة الإعمار بعد الحرب، وتعميق الأزمات الاقتصادية، وتعريض آلاف الوظائف للخطر.
وبحسب التقارير، فإن أمر التجميد، الذي أصبح نافذاً في 3 ديسمبر 2025، شمل جميع الشركات الأعضاء في “إيفورت” من دون أي تحقيقات مسبقة أو مراجعة فردية. ووصف مجلس إدارة المؤسسة القرار بأنه “إجراء جماعي” غير قانوني.
وجاء في البيان: “هذا الإجراء سيقوّض الجهود الرامية إلى التعافي من الدمار الذي خلّفته الحرب”، محذّراً من أن عشرات الآلاف من الموظفين قد يفقدون وظائفهم.
لماذا اتخذت السلطات هذا القرار؟
تقول الحكومة الإثيوبية إن التجميد يأتي ضمن حملة أوسع تستهدف الشركات المرتبطة بما وصفته بـ“التحالف الحربي” في تيغراي.
وخلال الأشهر الماضية، جمّدت السلطات حسابات عشرات الشركات التي تتّهمها بتمويل الإدارة الإقليمية السابقة أو “الجبهة”. وتشمل قائمتها شركات في قطاعات متعددة: البناء، الصناعة، التعدين، النقل، النسيج، والتجارة، قائلة إنها كانت جزءاً من شبكات دعم الجماعة المسلحة.
وتؤكد الحكومة أن التجميد مبرَّر في إطار التصدي لانتهاكات العملة والتمويل غير المشروع. ففي عام 2025 وحده، نفّذ المنظمون الماليون عمليات تجميد واسعة لحسابات أفراد وشركات مرتبطة بتجارة العملة غير القانونية أو عمليات التحويل غير المرخصة.
لكنّ منتقدين يعتبرون أن تجميد حسابات “إيفورت” يتجاوز قضية العملة، لأنه استهدف جميع الشركات تقريباً المرتبطة بالمجموعة، بما في ذلك تلك المشاركة في جهود الإعمار.
التداعيات الإنسانية والاقتصادية: انهيار أعمال وتسريح جماعي للعمال
يأتي التجميد في لحظة حرجة.
فالكثير من شركات “إيفورت” كانت تعاني أصلاً من الدمار الذي لحق بالبنية التحتية خلال الحرب. وأشار تقرير سابق عام 2024 إلى أن عشرات المصانع الكبرى في تيغراي — من مصانع النسيج إلى الأسمنت والتعدين والبناء — تعرضت لتدمير كامل أو شبه كامل.
ويؤكد قادة الأعمال أن الشركات تواجه ديوناً متزايدة ومخازن منهوبة وممتلكات مدمَّرة، في حين تطالب البنوك بسداد القروض مع فوائد مرتفعة، حتى قبل صدور القرار بتجميد الحسابات.
ومع التجميد، لم يعد بإمكان الشركات دفع رواتب العمال أو شراء المواد أو استئناف الإنتاج.

