كينيا (بوابة إفريقيا) 19 ديسمبر 2025 — عاد مقاتلو حركة «ماو ماو»، الذين قادوا الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني في كينيا، إلى واجهة المشهد العام مطالبين بإعادة فتح ملف التعويضات، بعد أكثر من ستة عقود على استقلال البلاد، في خطوة تعكس استمرار الجدل حول العدالة التاريخية والمسؤولية الاستعمارية.
وقال قادة في «منظمة رواد ماو ماو الثقافية» إن اتفاق التعويض الذي أُبرم مع الحكومة البريطانية عام 2013 لم يكن شاملًا، واقتصر على شريحة محدودة من المتضررين، مطالبين ببدء مفاوضات جديدة تضمن إنصاف العدد الأكبر من المقاتلين السابقين وأسرهم، بدعم سياسي ودبلوماسي من الحكومة الكينية.
وأوضح رئيس المنظمة، كيراغو وايهينيا، أن نحو خمسة آلاف شخص فقط استفادوا من تسوية بلغت قيمتها ثلاثة مليارات شلن كيني، بعدما اشترطت السلطات البريطانية تقديم أدلة موثقة على التعرض لانتهاكات مباشرة خلال فترة الطوارئ بين عامي 1952 و1960، مثل الاعتقال والتعذيب والعنف الجنسي.
وأضاف وايهينيا أن هذا الشرط استبعد آلاف المقاتلين الحقيقيين، الذين حالت ظروف القمع والعنف آنذاك دون احتفاظهم بوثائق رسمية، معتبرًا أن عملية التعويض فشلت في التعبير عن الطبيعة الجماعية للمعاناة التي رافقت نضال الاستقلال.
وخلال حديثه للصحفيين في مدينة مورانغا، شدد وايهينيا على أن إعادة فتح الملف باتت مسألة ملحّة وواجبًا أخلاقيًا، في ظل تقدم كثير من المقاتلين في السن ووفاة عدد منهم دون الحصول على اعتراف أو جبر ضرر مادي، فيما تواصل أسر المتوفين المطالبة بحقوق ذويهم.


